ماهو البكتين وكيف يساهم في إنقاص الوزن pectin it's role in weight loss
البكتين pectin من الألياف القابلة للذوبان فهو يذوب في الجسم معطياً هلاماً لزجاً داخل الأمعاء. ويلتصق هذا الهلام بالمواد التي تشكل ضرراً مانعاً الجسم من امتصاصها وفي الوقت ذاته فإنه يجعل الجسم يمتص العناصر الغذائية على نحو أبطأ. وكلتا الوظيفتين تجعلان البكتين يلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من أمراض القلب والسكري وزيادة الوزن.
كلنا نعرف أن أكبر التهديدات التي تهدد حياتنا الصحية هي أمراض القلب وقد عرف أنأحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض القلب هو ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية، حيث يمثل الكولسترول خطورة كبيرة لدرجة ، أن الأطباء يؤكدون أنه مع كل انخفاض بمقدار 1% للكولسترول يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 2%.
إن الحصول على المزيد من البكتين في غذائنا إستراتيجية ممتازة لخفض الكولسترول. وحيث إن البكتين يذوب ليصبح هلاماً فإن جزئيات الدهون والكولسترول تجد نفسها حبيسة قبل أن تستطيع شق طريها إلى مجرى الدم، وحيث إن الجسم لا يمتص البكتين نفسه، فإنه يخرج من الجسم مع البراز آخذاً الكولسترول والدهون معه.
لقد وجد العلماء أن البكتين يساعد في خفض الكولسترول بطريقة أخرى، فنظراً لأن البكتين لا يتم هضمه فإن البكتريا في الأمعاء تبدأ في التهامه. وفي هذه العملية فإن البكتريا تفرز كيماويات تتجه إلى الكبد لتعوق إنتاج الكولسترول. لقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يحصلون على 6جرام من البكتين يومياً وهي نفس الكمية التي توجد في 3 أكواب من شرائح جريب فروت (ليمون الجنة) من الممكن أن يخفض لديهم الكولسترول بنسبة 5%، لقد وجد أن الجريب فروت يعتبر مصدراً جيداً للبكتين،
حيث تحتوي حصة غذائية مقدارها 4أوقيات على 1جرام. والجريب فروت ليست المصدر الوحيد للبكتين فكثير من الفواكه مثل التفاح والخوخ واللوز وفواكه أخرى تحتوي جميعها على البكتين.
ينصح الأطباء والصيادلة وعلماء التغذية الأشخاص الذين يرغبون إنقاص أوزانهم بتناول المزيد من الفواكه والخضروات والبقول والأطعمة الغنية بالبكتين. حيث إن البكتين عندما يذوب في المعدة فإنه يتمدد وينتفخ محتلاً مساحة كبيرة من المعدة ويقوم في نفس الوقت بعملية إبطاء امتصاص الجسم للسكر والعناصر الغذائية داخل مجرى الدم،
وهذا يساعد على شعور الشخص بالمزيد من الشبع حتى عندما لا يكون الشخص قد تناول الكثير من الطعام. تقول دكتورة باربرا هارلاند أستاذة التغذية بجامعة هوارد في العاصمة واشنطن "يساعدك البكتين على الإحساس بالشبع، وبالتالي لا تضطر إلى تناول الكثير من الطعام. ومن أهم العوامل المساعدة على فقدان الوزن بلا رجعة هو الحصول على المزيد من الألياف، بما فيها البكتين".
والحصول على البكتين مهم جداً على وجه الخصوص لهؤلاء المصابين بمرض السكر، فمن ينبغي عليهم فعل كل شيء ممكن للحفاظ على معدلات السكر متوازنة، فعليهم بالإكثار من البكتين ونظراً لأن البكتين يبطئ من معدل امتصاص السكر، فإنه قد يحول دون حدوث تأرجحات فجائية في جلوكوز الدم والتي قد تتلف الأعصاب والعيون والأعضاء الحيوية لدى المصابين بمرض السكر. قد لا يتصور كثير من الناس أن المربيات والجيلي الموجودة بالأسواق لا تكون كذلك إلا بواسطة البكتين الذي يكون المادة الأساسية في صناعتها فهو الذي يساعد المربى والجيلي والمواد الحافظة في التحول إلى هلام.
ما هو البكتين ؟
المعروف ان الألياف تقسم الى نوعين، النوع الأول هو الألياف التيتذوب في الماء. والنوع الثاني هو الألياف التي لا تذوب فيه. والبكتين ينتمي الى النوع الأول إذ يذوب في الماء داخل الأمعاء مشكلا مادة هلامية لزجة. والبكتين يتألف من سكريات معقدة أساسها حامض الغلاكتورونيك , وهو يوجد في أغلفة العديد من الخضرواتوالفواكه خصوصا التفاح الذي يعد الأغنى بها. وقد تم عزل ألياف البكتين لأول مرة فيأوائل العشرينات من القرن الماضي وهو يعتبر البنية الرئيسية لصنع الجيلاتين والمربى والحلويات وصنع المشروبات البروتينية ، كما يدخل في العديد من المنتجات الطبيعية والمستحضرات الصيدلانية.ويتمتع البكتين بخصال لها اهميتها على صعيد الصحة، وفي ما يلي نبذة عن هذه الخصال:
البكتين والأمراض القلبية الوعائية .. ان ألياف البكتين تعمل على خفض مستوى الشحوم في الدم وفي شكل خاص الكوليستيرول وهذا بالتالي يسهم في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية التي باتت تشكل تهديداً صحياً حقيقياً في كل دول العالم. اما عن سر خفض البكتين للكوليستيرول فقد فسره العلماء بآليتين،
الأولى هي ان جزيئات البكتين تعمل على اصطياد الكوليستيرول والشحوم الثلاثية، وبما ان الأمعاء لا تستطيع هضم وامتصاص هذه الجزيئات، فإنها تطرح خارج الجسم جارة معها الشحوم الثلاثية وابن عمها الكوليستيرول.
أما الآلية الثانية، فتقول ان الجراثيم المعشعشة في الأمعاء تشن حملتها على ألياف البكتين من أجل هدمها وهضمها فينتج عن هذا الهجوم إطلاق أحماض دهنية قصيرة السلسلة تفيد في إنزال مستوىالكوليستيرول في الدم. لقد أوضحت الأبحاث ان تناول ستة غرامات من البكتين يوميا يسهم في خفض الكوليستيرول بمعدل ستة في المئة. ومن باب العلم، فإن كل انخفاض فيالكوليستيرول بنسبة واحد في المئة يؤدي الى الإقلال من الأمراض القلبية الوعائية بمعدل اثنين في المئة.
البكتين وداء السكري .. ان البكتين مهم جداً لأولئك الذين يعانون من هذا المرض، أي داء السكري، ان ارتفاع مستوى السكر في الدموالتذبذبات الطارئة عليه ما بين صعود وهبوط تؤثر سلبا على المصابين، ولكن بفضل البكتين يستطيع مريض السكر ان يمنع هذا، لأن (البكتين) يبطئ من امتصاص السكر من قبل الأمعاء فيشق هذا طريقه الى مجرى الدم في هدوء وتؤدة ويتم إفراز هرمون الأنسولين فيشكل مناسب، الأمر الذي يحول دون حصول تقلبات مفاجئة في مستوى سكر الدم.
البكتين والوزن .. على أولئك الذين يعانون من زيادة في الوزن ويرغبون في ضياعها أنيجعلوا من البكتين سلاحهم لتحقيق هذا الهدف، لأنه يضرب عصفورين بحجر واحد في آنمعا،
فهو أولاً ينتفخ ويتمدد في المعدة محتلاً مساحة واسعة منها وهذا ما يثير الشبع حتى ولو تناول الشخص كميات قليلة من الطعام.
و الثاني هو ان البكتين يخلق صعوبات أمام امتصاص العناصر الغذائية وخاصة السكريات والدهنيات وبالتالي يبطئ من عبورها الى الدوران الدموي. ان إثارة الشبع من جهة، وعرقلة امتصاص الغذاء من جهةثانية يسهمان في الحد من السعرات الحرارية المستهلكة فتكون النتيجة فقدان بعضالوزن.
البكتين والإمساك.. عندما يسافر البكتين في الأنبوب الهضمي يمتص الكثير من الماء وهذا ما يسهم في زيادة حجم الكتلة البرازية وفي تسهيل عبورها عبر المجرى المعوي الأمر الذي يحول دون حدوث الإمساك.
البكتين والسرطان..لقد كشفت دراسة مخبرية حديثة قام بها علماء من جامعة جورجيا الأميركية ان وضع البكتين بالتماس مع خلايا سرطان البروستاتة أدى الى انتحار ما يقارب الأربعين في المئة منها حتى تلك التي يصعب علاجها باستعمال العلاجات الحالية. أيضا فقد أفادت بعض البحوث بإمكان الإفادة من البكتين في الوقاية من سرطانات الرئة والقولون، وكذلكفي الحد من امتداد أخطبوط السرطان الى مواقع أخرى من الجسم.
بقي ان نعرف ملاحظتين اثنتين عن البكتين، الأولى هي ان البكتين مسؤول عن هروب معتدل لعدد من العناصر الغذائية مثل الكلس والفوسفور والمغنيزيوم والحديد والزنك. والثانية هي ان تناول البكتين بجرعات عالية يزيد من كمية الغازات الناتجة عنها وبالتالي يحدثانتفاخ البطن المزعج للغاية, ولتفادي حصول هذا ينصح بتناول البكتين بجرعات قليلة يتم زيادتها تدريجاً.